بسم الله الرحمن الرحيم
لا شك ان القارئ لبعض الكتب التي تهتم بالتاريخ الاسلامي سيلاحظ تجني بعض الكناب والدارسين على لحظات مشرقة من تاريخنا الاسلامي منذ اللحظات التي تلت وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم واجتماع الصحابة رضوان الله عليهم في سقيقة بني ساعدة لاختيار خليفة لهم يتابع ويكمل تاسيس الدولة المسلمة الناشئة انذاك فيصور بعضهم ذلك الاجتماع بانه اجتماع للاغلبية والمارضة او اليمين واليسار بمصطلحات لم تعرف في ذلك الوقت وكذلك بان عليا كرم الله وجهه لم يبايع ابا بكر رضي الله عنه بالخلافة في ذلك الاجتماع لانه احس بانه اغتصب الخلافة منه وما الى ذلك من مغالطات اعتمدوا فيها على كتب مثل الحيوان للجاحظ وتاريخ الامم والملوك للواقدي الذي ذيل الوقائع بسندها وحمل المسؤولية في البحث عن الحقيقة للقارئ فهو في كتابه هذا كحاطب ليل لانه ليس من اهل الاختصاص وقبل يومين كنت استمع لمحاضرة رائعة للدكتور البوطي في قناة الرسالة حول هذا الموضوع واورد امثلة كثيرة على هذا التحامل من البعض على تاريخنا الاسلامي وتزييف حقائقة خدمة لغايات دنيئة مثل ان هارون الرشيد كان مولعا بالجواري والليالي الحمراء وما الى ذلك
وفي هذا الصدد احيلكم الى كتاب رائع للقاضي ابو بكر بن العربي =العواصم من القواصم= يتناول فيه ما حدث في فترة الخلافة من احداث بمهاج سليم ناقد بعيدا عن التعضب والزيف
وقد احسن الخليفة الخامس الراشد عمر بن عبد العزيز رحمه الله حين تجادل بعضهم في مجلسه ذات يوم حول الخلافات التي حدثت بين الصحابة رضوان الله عليهم باستشهاده بالاية الكريمة=تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسالون عما كانوا يعملون=